The Relations between Diffuse and Performance-Specific Trust with Reform: A Research Report
العلاقة بين الثقة السائدة والخاصة بالأداء مع الاصلاح: تقرير بحثي

تمهيد

تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نسب عالية من السكان الذين يفتخرون بدولهم على مستوى عالٍ. تتمتع المنطقة أيضًا بمجموعة شبابية تتمتع بطاقة هائلة وريادة أعمال وقدرة على التحمل، والتي تم تصنيفها للأسف والخطأ على أنها "انتفاخ الشباب". لقد عملت هذه المجموعة بلا كلل لتحسين سبل عيشهم وظروف بلدانهم، سواء في شكل نشاط جماعي أو عمل فردي. في هذا التقرير، سعينا إلى استكشاف العلاقات بين القومية أو الكبرياء الوطني وميل الشباب إلى الاعتراف بوجود قضية ما وبالتالي الإصلاح أو التغيير. 

مقدمة

تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسب عالية من القومية والانتماء للوطن، كما تتمتع المنطقة أيضًا بفئة شبابية ذات طاقة هائلة وفكر ريادي ومثابرة، وإن كان ذلك، لسوء الحظ، يشار إليه بشكل سلبي. ولكن الحقيقة أن الشباب عمل بلا كلل لتحسين سبل معيشهم وظروف بلدانهم، سواء على شكل نشاط جماعي أو عمل فردي. وسعينا في هذا التقرير إلى استكشاف العلاقات بين القومية أو الانتماء للوطن وميول الشباب في الحديث عن القضايا التي تواجه بلدانهم، بما في ذلك الإصلاح أو التغيير.

المنهجية

قمنا بجمع بيانات من مصادر مفتوحة مثل مسح القيم العالمية، والباروميتر العربي، والباروميتر الأفريقي، والمركز العربي. تعكس البيانات التي تم فحصها مجموعة من الشباب من البلدان الفردية، تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 عامًا، كجزء من عينات تمثيلية على المستوى الوطني. عند دراسة البيانات، قمنا بتحليلها على مقياس من 1 إلى 4، حيث كان 1 هو الأدنى و 4 كان الأعلى على المقياس:

·      1 = لا أثق على الإطلاق

·      2 = لا أثق إلى حد/مستوى منخفض من الثقة

·      3 = أثق إلى حد ما/مستوى معتدل من الثقة

·      4 = أثق إلى حد كبير/مستوى عالٍ جدًا من الثقة 

تم تعريف الثقة أو الثقة العامة بأنها تشمل نوعين. تعمق النوع الأول في ارتباط الناس برموز الدولة كمستوى الانتماء إلى دولهم، والذي يمكن وصف هذا النوع بأنه "الثقة السائدة". ويعكس النوع الثاني ثقة الأشخاص في أداء المؤسسات العامة في تحقيق أهدافها. 

وبغية إثبات الفرضيات الواردة في هذا التقرير أو تفنيدها أو تعديلها، يجب بحث متعمق يتضمن أسئلة أكثر تفصيلا وتحديدا واستعراض هذه البيانات من أجل فهم أفضل لكيفية اختلاف رغبة الشباب في الاعتراف بوجود قضايا والحاجة إلى التغيير مع مستوى فخرهم الوطني. يمكن أن يصاحب مثل هذا البحث أيضًا دراسة رصد لإشراك الشباب من جنسيات مختلفة في النقاش مع بعضهم البعض وتباين مواقفهم عندما تتميز مجموعات المناقشة بجنسيات مختلفة، والتي يمكن القول إنها يمكن أن تحفز القومية. ومع ذلك، يتطلع هذا التقرير إلى بدء مناقشة حول هذه المسألة والانخراط مع الشباب في المنطقة في نقاش حول الإصلاح. 

المنهجية

قمنا بجمع بيانات من مصادر مفتوحة مثل "مسح القيم العالمي"، و "الباروميتر العربي"، و " الباروميتر الافريقي"، والمركز العربي. وتمثل البيانات التي تم دراستها آراء الشباب في المنطقة، والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، حيث يمثلونا جزءا من عينات تمثيلية على المستوى الوطني. وعند دراسة البيانات، قمنا بتحليلها على مقياس من 1 إلى 4، حيث كان 1 هو الأدنى و4 كان الأعلى على المقياس، وذلك على النحو الآتي:

·      1 = لا أثق على الاطلاق؛

·      2 = لا أثق إلى حد ما/ مستوى منخفض من الثقة؛

·      3 = أثق إلى حد ما/ مستوى معتدل من الثقة؛

·      4 = أثق إلى حد كبير/ مستوى عال جدا من الثقة

تم تعريف الثقة أو الثقة العامة على أنها شاملة لنوعين. يتعمق النوع الأول في ارتباط الناس برموز الدولة كمستوى الانتماء إلى بلدانهم، ويشار إلى هذا النوع على أنه "الثقة السائدة". أما النوع الثاني، فيعكس ثقة الأشخاص في أداء المؤسسات العامة في تحقيق أهدافها.

لإثبات الفرضيات الواردة في هذا التقرير أو تفنيدها أو تعديلها، يجب إجراء بحث متعمق مع أسئلة أكثر تفصيلاً وتحديدًا وذلك لفحص هذه البيانات للوصول إلى فهم أفضل فيما يتعلق بكيفية مناقشة الشباب للمشكلات في بلدانهم وعلاقة ذلك مع توجهاتهم فيما يتعلق بالإصلاح ليتم تحليل ذلك من منظور مستوى القومية أو الانتماء الوطني لديهم. ويمكن أن يكون مثل هذا البحث مصحوبًا بدراسة رصد بمشاركة الشباب من جنسيات مختلفة في المناقشة مع بعضهم البعض ومقارنة توجهاتهم في مجموعات متجانسة مع مجموعات تشمل جنسيات أخرى، الأمر الذي قد يحفز مستويات القومية والانتماء الوطني لديهم. وإلى ذلك، يتطلع هذا التقرير إلى بدء مناقشة حول هذه المسألة والانخراط مع الشباب في المنطقة في نقاش حول الإصلاح.

الثقة السائدة والثقة الخاصة المتعلقة بالاداء

كشفت دراسة مستويات ثقة الشباب في المنطقة عن نتائج مثيرة للاهتمام. تم تجميع الدرجات الفردية للثقة السائدة والثقة الخاصة بالأداء وحساب معدلهم ضمن الدرجات المركبة لكل فئة. تضمنت الفئة الأولى مؤشرات مثل مستوى الاعتزاز بالوطن، والثقة في القوات المسلحة، والانتماء للوطن، والهوية الوطنية، ومدى القابلية للدفاع عن الوطن، من بين أمور أخرى. وتضمنت الفئة الثانية تقييماً لأداء الحكومات والمجالس التشريعية والقضاء ونظام الرعاية الصحية والنظام التعليمي وغيرها. 

بالنظر إلى النتائج، بلغ مستوى الثقة السائدة أو مستوى الانتماء لدى الشباب الجزائري 3.19 من 4، مقارنة بـ 1.82 فقط من مستوى الثقة الخاصة بالأداء، مع اختلاف 1.37 لصالح الفئة الأولى. كان مستوى الفخر الوطني للشباب في البحرين أقل قليلاً مع 2.90، أي حوالي 0.65 أعلى من ثقتهم في المؤسسات العامة والذي بلغ 2.25. أما بالنسبة لمصر، فقد بلغ مستوى الانتماء للوطن 3.50، مقارنة بمستوى الثقة في المؤسسات العامة والذي بلغ 1.92، والذي كان أقل بـ 1.58 نقطة من الفئة الأولى. أظهر الشباب الإيراني مستويات فخر مماثلة لمصر، لكنهم أشاروا إلى نسب أعلى فيما يتعلق بالثقة في المؤسسات العامة والتي بلغت 2.4، أي أقل بنحو 1 نقطة من مستويات فخرها. بلغت مستويات الثقة السائدة لدى الشباب العراقي عند 3.38، أي ما يقرب من ضعف ثقتهم في المؤسسات العامة البالغ 1.66. وكانت الثقة السائدة الشباب الأردني ثاني أعلى مستوى في المنطقة حيث بلغت 3.75، مقارنة بمستوى ثقة بلغ 2.08 نقطة في المؤسسات العامة. 

أما بالنسبة للشباب الكويتي، فقد بلغت ثقتهم السائدة 3.28 نقطة مقارنة بثقتهم الخاصة بالاداء البالغة 2.18. أما بالنسبة للشباب اللبناني، فكان معدل الثقة السائدة لديهم أعلى بقليل من الكويت بـ 3.35، لكنه كان أقل من حيث الثقة الخاصة بالاداء والتي بلغت 1.88، بفارق 1.47 بين الفئتين. 

سجل الشباب الليبي والموريتاني مستويات ثقة سائدة متشابهة للغاية بلغت 3.24 و 3.29 على التوالي، مقارنة بمستويات الثقة الخاصة بالأداء والتي بلغت 1.72 و 1.96 على التوالي، حيث قيم الشباب الموريتاني أداء بعض المؤسسات بشكل معتدل، خاصة فيما يتعلق بالخدمة المدنية. تباهى الشباب المغربي والموريتاني بمستويات متطابقة من الثقة السائدة مع 3.32، لكن ثقة الشباب العماني في أداء المؤسسات العامة كان أعلى من الشباب المغربي بـ 2.67 مقارنة بـ 1.69 نقطة، ويرجع ذلك في الغالب إلى رضا الشباب العماني عن خدمات الرعاية الصحية. وكان من الصعب العثور على بيانات للشباب الفلسطيني، نظرًا لظروفهم، ولكن أشارت البيانات التي وجدناها إلى معدل ثقة سائدة بلغ 2.92 نقطة، كثاني أدنى مستوى في المنطقة، بينما ظهرت ثقتهم الخاصة بالأداء في منتصف المقياس بالضبط مع 2. وأشار الشباب القطري إلى أعلى مستويات الثقة في كلتا الفئتين مع 3.87 ثقة سائدة و 3.55 للفئة الثانية، بسبب رضاهم الكبير عن الخدمة المدنية والقضاء وحتى الحكومة. 

وكانت مستويات الثقة لدى الشباب السعودي مماثلة لتلك الموجودة في قطر، حيث بلغ مستوى الثقة السائدة لديهم 3.69 نقطة، مقارنة بـ 3.03 ثقة خاصة بالأداء. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن هذا العدد ربما كان أعلى لولا مستوى الثقة المنخفضة نسبيا في النقابات العمالية. وبلغ مستوى ثقة الشباب السوداني السائدة 3.06 نقطة، مقارنة بمستويات الثقة الخاصة بالاداء التي بلغت 2.01 نقطة، حيث تم تقييم حكومتها وانتخاباتها وأحزابها السياسية وبرلمانها تحت نقطتين من أصل أربع نقاط. على غرار فلسطين، كان من الصعب إلى حد ما جمع البيانات الخاصة بسوريا، لذلك اعتمدنا على بيانات أقدم قليلاً. ومع ذلك، أشار الشباب السوري إلى مستوى ثقة سائدة بلغ 2.88 نقطة، مقابل 1.55 ثقة خاصة بالأداء، وهو أدنى مستوى بين البلدان التي خضعت للدراسة، مع مستوى ثقة منخفض جدا بلغ 0.93 في الخدمات المدنية. 

وكان معدل الانتماء الوطني أو الثقة السائدة لدى الشباب التونسي مرتفعا وذلك بمعدل 3.46 نقطة، أي أعلى بنحو 1.75 نقطة من ثقتهم الخاصة بالاداء، والتي بلغت 1.75 من أصل أربع نقاط. وكانت معدلات الانتماء أو الثقة السائدة لدى الشباب التركي 3.23 نقطة مقارنة بمستوى ثقة بلغ 2.55 نقطة في مؤسساتهم العامة، وإن كانت معدلات الثقة في القضاء عالية نسبيا. وبلغ معدل الثقة السائدة لدى الشباب الإماراتي 3.64 في المرتبة الرابعة، بعد قطر والأردن والسعودية، وكانت ثقتهم الخاصة بالأداء ثاني أعلى مستوى برصيد 3.35، في المرتبة الثانية بعد قطر 3.55. أخيرًا، أظهر الشباب اليمني مستويات عالية من الثقة السائدة حيث بلغ 3.46، على غرار السعودية، مقارنة بمستوى ثقة خاصة في أداء المؤسسات العامة والذي بلغ 2.24 من أصل أربع نقاط. 

الثقة السائدة والثقة الخاصة بالأداء

كشفت دراسة مستويات ثقة الشباب في المنطقة عن نتائج مثيرة للاهتمام. حيث تم تجميع الدرجات الفردية للثقة السائدة والثقة الخاصة بالأداء وحساب معدلهم ضمن الدرجات المركبة لكل فئة. فتضمنت الفئة الأولى مؤشرات مثل مستوى الاعتزاز بالوطن، والثقة في القوات المسلحة، والانتماء للوطن، والهوية الوطنية، ومدى القابلية للدفاع عن الوطن، من بين أمور أخرى. أما الفئة الثانية فقد تضمنت تقييم أداء الحكومات والمجالس التشريعية والقضاء ومؤسسات الرعاية الصحية والنظام التعليمي وغيرها.

بالنظر إلى النتائج، بلغ مستوى الثقة السائدة أو مستوى الانتماء لدى الشباب الجزائري 3.19 من 4، مقارنة بمعدل الثقة الخاصة بالأداء والذي بلغ 1.82، أي 1.37 نقطة أقل من الفئة الأولى. وكان مستوى الفخر الوطني للشباب في البحرين أقل قليلاً حيث بلغ 2.90، وكان أعلى بنحو 0.65 نقطة من ثقتهم في المؤسسات العامة والتي بلغت 2.25. أما بالنسبة لمصر، فقد بلغ مستوى الانماء للوطن 3.50، مقابل 1.92 فيما يتعلق بالثقة بالمؤسسات العامة، والتي استقرت 1.58 نقطة دون الفئة الأولى. وأشار الشباب الإيراني إلى مستويات انتماء مماثلة لمصر، لكنهم أشاروا إلى نسب أعلى فيما يتعلق بالثقة بالمؤسسات العامة والتي بلغت 2.4، أي أقل بمقدار نقطة واحدة من مستويات الانتماء لديهم. واستقرت مستويات الثقة السائدة لدى الشباب العراقي عند 3.38، أي ضعف ثقتهم بالمؤسسات العامة والتي بلغت 1.66. وكانت الثقة السائدة للشباب الأردني ثاني أعلى مستوى في المنطقة حيث بلغت 3.75 مقارنة بمستوى ثقة بلغ 2.08 نقطة في المؤسسات العامة. 

أما بالنسبة للشباب الكويتي، فقد بلغت ثقتهم السائدة 3.28 مقارنة بثقتهم الخاصة بالأداء البالغة 2.18. وأما بالنسبة للشباب اللبناني، فكان معدل الثقة السائدة لديهم أعلى بقليل من الكويت بـ 3.35، لكنه كان أقل من حيث الثقة الخاصة بالأداء والذي بلغ 1.88، وبفارق 1.47 نقطة من أصل 4 نقاط بين الفئتين.

سجل الشباب الليبي والموريتاني مستويات ثقة سائدة متشابهة جدًا بلغت 3.24 و3.29 على التوالي، مقارنة بمستويات الثقة الخاصة بالأداء والتي بلغت على التوالي 1.72 و1.96، حيث قيم الشباب الموريتاني أداء بعض المؤسسات بشكل معتدل، لا سيما فيما يتعلق بالخدمة المدنية. وبلغت مستويات الثقة السائدة لدى الشباب المغربي والموريتاني 3.32 نقطة من أصل 4 نقاط، ولكن ثقة الشباب العماني في أداء المؤسسات كان أعلى من الشباب المغربي بـ 2.67 نقطة مقارنة بـ 1.69 نقطة، ويرجع ذلك في الغالب إلى رضا الشباب العماني عن خدمات الرعاية الصحية. وكان من الصعب العثور على بيانات خاصة بالشباب الفلسطيني، وذلك بالنظر إلى ظروفهم، ولكن أشارت البيانات التي وجدناها إلى معدل ثقة سائدة بلغ 2.92 نقطة، كثاني أدنى مستوى في المنطقة، في حين بلغت ثقتهم الخاصة بأداء المؤسسات العامة في منتصف المقياس بالضبط. وفيما يتعلق بالشباب القطري، كانت مستويات الثقة لديهم أعلى من باقي الدول، وفي كلا الفئتين، وذلك ب 3.87 نقطة فيما يتعلق بالثقة السائدة و3.55 نقطة للثقة الخاصة بأداء المؤسسات العامة، حيث أشاروا إلى رضا كبير عن الخدمة المدنية والقضاء وحتى الحكومة.

وكانت مستويات الثقة لدى الشباب السعودي مشابهة لتلك الموجودة في قطر، حيث بلغ مستوى الثقة السائدة لديهم 3.69 نقطة، مقارنة بمعدل ثقة خاصة بأداء المؤسسات العامة بلغ 3.03 نقطة. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن هذا المعدل كان من الممكن أن يكون أعلى لولا مستوى الثقة المنخفضة نسبيا في النقابات العمالية. وبلغت مستوى الانتماء الوطني أو الثقة السائدة لدى الشباب السوداني 3.06 نقطة، مقارنة بمستويات الثقة الخاصة بالأداء 2.01 نقطة، حيث تم تقييم الحكومة والانتخابات والأحزاب السياسية والبرلمان تحت نقطتين من أصل أربع. وعلى غرار فلسطين، كان من الصعب إلى حد ما جمع البيانات الخاصة بسوريا، لذلك اعتمدنا على بيانات أقدم قليلاً. ومع ذلك، أشار الشباب السوري إلى مستوى ثقة سائدة بلغت 2.88 نقطة، مقارنة مع مستوى ثقة خاص بالأداء يبلغ 1.55 نقطة، والذي كان الأدنى بين البلدان التي شملتها الدراسة، مع مستوى ثقة منخفض جدا بنسبة 0.93 في الخدمات المدنية.

وكان معدل الانتماء الوطني أو الثقة السائدة لدى الشباب التونسي مرتفعًا وذلك بمعدل 3.46 نقطة، أي حوالي 1.75 نقطة أعلى من الثقة الخاصة بالأداء، والتي بلغت 1.75 من أصل أربع نقاط. وكانت معدلات الانتماء أو الثقة السائدة لدى الشباب التركي 3.23 نقطة، مقارنة بمستوى ثقة بلغ 2.55 نقطة في أداء مؤسساتهم العامة، وإن كانت معدلات الثقة في القضاء عالية نسبيا. وبلغ معدل الثقة السائدة لدى الشباب الإماراتي 3.64 نقطة في المرتبة الرابعة، بعد قطر والأردن والسعودية، وجاء معدل ثقتهم في الأداء في المرتبة الثانية حيث بلغت 3.35 نقطة، بعد قطر 3.55. وأخيرًا، بلغ معدل الثقة السائدة لدى الشباب اليمني 3.46 نقطة، على غرار السعودية، بينما بلغ معدل الثقة الخاصة بأداء المؤسسات 2.24 نقطة من أصل 4 نقاط. 

بالنظر إلى المتوسط الإجمالي للفئتين، نجد أن متوسط مستويات الثقة السائدة كان عند 3.34 من أصل 4، مما يعني أنه وقع بين "أثق إلى حد ما" و "أثق إلى حد كبير". من ناحية أخرى، بلغ متوسط مستويات الثقة الخاصة باداء المؤسسات العامة 2.20 نقطة من أصل 4، أي كانت بين "أثق إلى حد ما" و "لا أثق إلى حد ما". وفي حين أن متوسط الثقة الخاصة بالأداء كان أعلى إلى حد ما مما كان متوقعًا في البداية، إلا أنه لا يزال أقل من مستوى الثقة السائدة بمقدار 1.14 نقطة. علاوة على ذلك، لا ينبغي أن تقف هذه المستويات العالية من الثقة السائدة أو الانتماء في طريق المطالبة بأداء أفضل وأعلى جودة من المؤسسات العامة. 

على الصعيد دون الإقليمي، بلغ متوسط ثقة شباب شمال إفريقيا السائدة 3.29، مقارنة بمتوسط 1.83 ثقة خاصة بالأداء. كما بلغ متوسط ثقة شباب غرب آسيا السائدة 3.29 بينما بلغ متوسط ثقة أدائهم الخاصة بالاداء 2.02، أعلى قليلاً من متوسط ثقة الشباب في شمال إفريقيا. وكان متوسط الثقة السائدة لدى شباب الخليج أعلى مستوى ثقة سائدة في المنطقة بلغ 3.45 بالإضافة إلى أعلى مستوى ثقة خاصة بالأداء بلغ 2.75. 

بالنظر إلى المتوسط العام للفئتين، وجدنا أن متوسط مستويات الثقة السائدة بلغ 3.34 نقطة من 4، مما يعني أنه وقع ما بين "أثق إلى حد ما" و"أثق إلى حد كبير". وعلى الجانب الآخر، بلغ متوسط مستويات الثقة الخاصة بأداء المؤسسات العامة 2.20 نقطة من 4، أي كانت ما بين "أثق إلى حد ما" و "لا أثق إلى حد ما". وفي حين كان متوسط الثقة الخاصة بالأداء أعلى إلى حد ما مما كان متوقعًا في البداية، إلا أنه لا يزال أقل من مستوى الثقة السائدة بمقدار 1.14 نقطة. وعلاوة على ذلك، يجب ألا تقف هذه المستويات العالية من الثقة السائدة أو الانتماء الوطني في طريق المطالبة بأداء أفضل وأعلى جودة من المؤسسات العامة.

وعلى المستوى دون الإقليمي، بلغ متوسط الثقة السائدة لشباب شمال إفريقيا 3.29 نقطة، مقارنة بمعدل ثقة خاصة بأداء المؤسسات العامة بلغ 1.83 نقطة. كما بلغ متوسط الثقة السائدة لشباب غرب آسيا 3.29 نقطة، بينما بلغ متوسط الثقة الخاصة بأداء مؤسساتهم الوطنية 2.02، وهو أعلى قليلاً من المعدل في شمال إفريقيا. وكان متوسط مستوى الثقة السائدة لشباب الخليج العربي أعلى مستوى للثقة السائدة في المنطقة بـ3.45 نقطة بالإضافة إلى أعلى مستوى ثقة خاصة بأداء المؤسسات العامة والذي بلغ 2.75 نقطة.

منطقة شمال أفريقيا

وبالنظر بشكل أكثر تحديداً إلى المؤشرات الفردية لكل بلد، خصصنا القسم التالي لأعلى وأدنى مستويات الثقة لكل بلد، مقسمة حسب المناطق الفرعية. بالنسبة لشمال إفريقيا، كان الانتماء للوطن هو أعلى مؤشر لدى الشباب المصري فيما يتعلق بالثقة السائدة، حيث بلغ 3.80 نفطة، يليه مستوى الانتماء القومي لدى شباب ليبيا 3.72، والانتماء الوطني لشباب تونس 3.61. تبعه المغرب والجزائر بـ 3.54 و 3.46 نقطة على التوالي فيما يتعلق بالاعتزاز بالوطن. وكان أعلى مؤشر لدى الشباب الموريتاني هو 3.29 نقطة لصالح مستوى الثقة في الجيش. وأخيرًا، كان أعلى مؤشر للشباب السوداني هو 3.17 لمستوى الانتماء للوطن. 

On the other hand, Algerian youth noted the lowest component, which was in the form of a 0.90 confidence level in elections. This was mirrored in low turnout and boycott calls. Egyptian and Mauritanian youth underscored the second lowest component, as Egyptian youth noted a 0.92 confidence level in labor unions and Mauritanian youth illustrated another 0.92 confidence level in healthcare services. Moroccan youth also had little confidence in elections with 1.19 confidence level, as Tunisian youth’s lowest trust component was a 1.20 confidence level in political parties, and Libyan and Sudanese youth illustrated similar disenchantment with elections with a 1.25 and 1.53 confidence levels. 

National affinity and national pride were among the highest scoring indicators in this sub-region, yet the lowest scoring indicators were ultimately mostly institutions of democracy such as elections, labor unions, and political parties. 

منطقة شمال إفريقيا

بالنظر بشكل أكثر تحديدًا إلى المؤشرات الفردية لكل بلد، خصصنا القسم التالي لأعلى وأدنى مستويات الثقة لكل بلد، مقسومة على المناطق الفرعية. وبالنسبة لشمال إفريقيا، كان الانتماء للوطن هو أعلى مؤشر لشباب المصري فيما يتعلق بفئة الثقة السائدة، حيث بلغ 3.80 نقط، يليه مستوى الانتماء الوطني لدى الشباب الليبي ب 3.72 نقطة، والانتماء الوطني لدى الشباب التونسي بـ 3.61 نقطة. يليها المغرب والجزائر بـ 3.54 و3.46 نقطة على التوالي، ل"الاعتزاز بالوطن". وكان أعلى مؤشر لدى الشباب الموريتاني هو 3.29 نقطة وكان لصالح مستوى الثقة في الجيش. وأخيرًا، كان أعلى مؤشر للشباب السوداني هو 3.17 نقطة وكان على شكل الانتماء للوطن.

وعلى الجانب الآخر، كان مستوى ثقة الشباب الجزائري بالانتخابات هو أقل مؤشر ب 0.90 نقطة، وقد انعكس ذلك فعلا في ضعف الإقبال على الانتخابات الأخيرة بالإضافة إلى دعوات لمقاطعة الانتخابات. وكان ثاني أقل مؤشر من نصيب كل من لشباب المصري والموريتاني، حيث بلغ مستوى ثقة الشباب المصري في النقابات العمالية 0.92، وهو نفس مستوى ثقة الشباب الموريتاني في خدمات الرعاية الصحية. كما لم يكن لدى الشباب المغربي ثقة كبيرة في الانتخابات والتي بلغ مستوى الثقة بها 1.19 نقطة، وكان أدنى مستوى ثقة للشباب التونسي هو 1.20 وكان من نصيب الثقة في الأحزاب السياسية، وأظهر الشباب الليبي والسوداني خيبة أمل في الانتخابات بمستويات ثقة بلغت 1.25 و1.53 نقطة على التوالي.

وعليه، فقد كان الانتماء للوطن والاعتزاز بها من بين أعلى المؤشرات في هذه المنطقة، بينما كانت المؤشرات المنخفضة بالغالب لمصلحة مؤسسات ديمقراطية مثل الانتخابات والنقابات العمالية والأحزاب السياسية.

منطقة غرب آسيا

أما في غرب آسيا، فقد كان أعلى مؤشر للشباب الأردني 3.85 نقطة للانتماء للوطن، يليه 3.69 و 3.6 للشباب اللبناني والإيراني، في نفس الفئة. كان أعلى مؤشر فردي للشباب الفلسطيني هو 3.58 نقطة لمستوى الاعتزاز بالوطن، يليه مستوى الانتماء للوطن لدى الشباب العراقي والذي بلغ 3.56 نقطة. وكان أعلى مؤشر فردي للشباب التركي هو 3.36 نقطة لمستوى الاعتزاز بالوطن، وكان أعلى مؤشر فردي في سوريا من نصيب الثقة في الجيش بمعدل بلغ 2.88 نقطة، على الرغم من أن البيانات المتعلقة بسوريا أقدم قليلاً من الدول الأخرى. 

Syrian youth indicated the lowest confidence level in this sub-region, with a 0.93 confidence level in civil service, followed by 1.20 and 1.24 confidence level in political parties for each of Jordan and Iraq, respectively. Palestinian youth’s lowest individual indicator was a 1.31 confidence level in elections while Lebanese youth’s lowest indicator came in the form of a 1.35 confidence in healthcare services, also cited as the lowest by Iranian youth, with a 1.84 confidence level. Turkish youth’s lowest single indicator was a 2.27 confidence level in labor unions. 

Similar to North Africa sub-region, the highest scoring indicators were mostly national affinity and national pride, whereas the lowest scoring indicators were split between institutions of democracy and those of public services. 

منطقة غرب آسيا

أما بالنسبة لغرب آسيا، فقد كان أعلى مؤشر للشباب الأردني ب 3.85 للانتماء للوطن، يليه 3.69 و3.6 للشباب اللبنانيين والإيرانيين، في نفس المؤشر. وكان أعلى مؤشر فردي للشباب الفلسطيني هو الاعتزاز بالوطن ب3.58 نقطة، يليه معدل الانتماء للوطن لدى الشباب العراقي والذي بلغ 3.56 نقطة. وكان أعلى مؤشر فردي للشباب التركي هو 3.36 للاعتزاز بالوطن. وكان أعلى مؤشر فردي في سوريا على شكل مستوى ثقة في الجيش بلغ 2.88، وإن كانت البيانات المتعلقة بسوريا أقدم قليلاً من البلدان الأخر كما آنفنا سابقا.

وكان أدنى معدل ثقة لدى الشباب السوري، بمستوى ثقة بلف 0.93 في الخدمة المدنية، يليه مستوى ثقة 1.20 و1.24 نقطة في الأحزاب السياسية لكل من الأردن والعراق على التوالي. وكان أدنى مؤشر فردي للشباب الفلسطيني هو 1.31 نقطة كمستوى ثقة في الانتخابات، بينما بلغ أدنى مؤشر ثقة للشباب اللبناني 1.35 نقطة في خدمات الرعاية الصحية، والتي كانت أيضا أدنى مؤشر لدى الشباب الإيراني بمستوى ثقة بلغ 1.84 وكان أدنى مؤشر ثقة للشباب التركي هو 2.27 نقطة وكانت للنقابات العمالية.

على غرار لشمال إفريقيا، كانت أعلى مؤشرات الثقة في الغالب من نصيب الانتماء للوطن والاعتزاز به، في حين كانت المؤشرات الأدنى لمؤسسات ديمقراطية ومؤسسات الخدمات العامة.

منطقة الخليج

وكانت المؤشرات الفردية لمنطقة الخليج أعلى من المتوسط من المنطقتين الأخريين. كان أعلى مؤشر فردي للشباب القطري هو 3.97 ومن نصيب الاعتزاز بالوطن، وهو أعلى مؤشر فردي في جميع البلدان. كما تباهى الشباب اليمني بمستوى عالٍ من الاعتزاز بالوطن بلغ 3.81 نقطة، يليه 3.76 و 3.64 مستوى الثقة في الجيش لدى الشباب السعودي والإماراتي. وكان أعلى مؤشر للشباب الكويتي هو 3.59 نقطة لمستوى الاعتزاز بالوطن، يليه 3.32 مستوى ثقة في الجيش للشباب العماني، وأخيراً 3.24 مستوى الاعتزاز بالوطن للشباب البحريني. 

On the other hand, Yemeni youth’s lowest single indicator was a 0.94 confidence level in labor unions, which was also the lowest single indicator for both of Kuwait and Bahrain with a 1 and 1.94 confidence levels, respectively. Omani youth’s lowest single indicator came in the form a 2.04 confidence level in the educational system. Saudi youth’s lowest indicator was a 2.40 confidence level in labor unions. As for Emirati youth, the lowest indicator was still a relatively high level of confidence (3.00) in the judicial system, as Qatari youth’s lowest indicator was also a high level of confidence (3.18) in the educational system. 

In short, the Gulf sub-region’s highest levels were divided between national pride and confidence in the military while their lowest scoring indicators were labor unions, followed by educational systems. 

منطقة الخليج العربي

كانت المؤشرات الفردية لمنطقة الخليج العربية أعلى في المتوسط في كل من المنطقتين الأخرى. حيث كان الاعتزاز بالوطن هو أعلى مؤشر فردي للشباب القطري ب3.97 نقطة، وهو أعلى مؤشر في جميع البلدان. وكان الاعزاز بالوطن أعلى مؤشر في اليمن أيضا وبلغ 3.81 نقطة، يليه مستوى الثقة بالجيش في كل من السعودية والإمارات ب 3.76 و 3.64 نقطة، على التوالي. وكان أعلى مؤشر لشباب الكويت هو الاعتزاز بالوطن والذي بلغ 3.59 نقطة يليه مستوى الثقة بالجيش لدى الشباب العماني ب 3.32 نقطة، وأخيراً مستوى الاعتزاز بالوطن لدى الشباب البحريني ب3.24 نقطة.

وعلى الجانب الآخر، كان أدنى مؤشر فردي للشباب اليمني هو مستوى الثقة في النقابات العمالية ب0.94 نقطة، والذي كان أيضًا أدنى مؤشر منفرد لكل من الكويت والبحرين بمستويات ثقة 1بلغت و 1.94 نقطة، على التوالي. وكان أدنى مؤشر فردي للشباب العماني من نصيب النظام التعليمي ب2.04 نقطة. وكان أدنى مؤشر ثقة للشباب السعودي هو مستوى الثقة في النقابات العمالية ب2.40 نقطة. أما بالنسبة للشباب الإماراتي، فقد كان أدنى مؤشر هو مستوى الثقة المرتفع نسبيًا (3.00) في النظام القضائي، وكان أدنى مؤشر للشباب القطري (3.18) للنظام التعليمي، وإن كان مرتفعًا مقارنة بالدول الأخرى.

باختصار، يمكن تقسيم أعلى المستويات في منطقة الخليج بين الاعتزاز بالوطن والثقة بالجيش، في حين كانت أدنى المؤشرات من نصيب النقابات العمالية، تليها الأنظمة التعليمية.

أبرز التحديات الراهنة

يُظهر التحليل الموجز أن الاعتزاز بالوطن والانتماء إليه كانا أعلى المؤشرات المنفردة التي سجلت درجات وأعلى بشكل ملحوظ من ثقة الشباب في المؤسسات العامة. وفي الواقع، كانت المؤسسات التي تلقت أدنى تقييم للأداء هي الخدمة المدنية والنقابات العمالية والانتخابات والأحزاب السياسية وخدمات الرعاية الصحية. ويتسق هذا التقييم الضعيف مع التحديات الرئيسية التي تواجه الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومع استمرار جائحة فايروس كورونا، يمكن تجميع التحديات الثلاثة الرئيسية والمتكررة في إطار: (1) التحديات الاقتصادية، بما في ذلك البطالة، وارتفاع الأسعار، والفقر، وتدهور سبل العيش؛ (2) أداء الحكومة من حيث ضعف الخدمات العامة، بما في ذلك الصحة والتعليم والنقل، إلى جانب الفساد المالي والإداري؛ (3) التحديات المتصلة بالأمن، بما في ذلك السلامة والاستقرار السياسي. وكون هذه التحديات لا تزال قائمة ولا تزال ناقصة المعالجة يفسر تدني مستوى تقييم المؤسسات العامة في تحقيق أهدافها. 

أبرز التحديات التي تواجه الشباب في المنطقة

وتبين أن الاعتزاز بالوطن والانتماء للوطن كانا أعلى مؤشرات فردية، وكانا أعلى بشكل ملحوظ من ثقة الشباب في المؤسسات العامة. في الواقع، كانت المؤسسات التي حصلت على أقل تقييم للأداء هي مؤسسات الخدمة المدنية والنقابات العمالية والانتخابات والأحزاب السياسية وخدمات الرعاية الصحية. ويتوافق هذا التقييم الضعيف مع التحديات الرئيسية التي تواجه الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فمع استمرار انتشار جائحة فايروس كورونا، يمكن تصنيف التحديات الرئيسية الثلاثة على النحو التالي: (1) التحديات الاقتصادية، بما في ذلك البطالة وارتفاع الأسعار والفقر وتدهور سبل العيش؛ (2) أداء الحكومة من حيث ضعف الخدمات العامة بما في ذلك الصحة والتعليم والنقل، بالإضافة إلى الفساد المالي والإداري؛ و (3) التحديات المتعلقة بالأمن بما في ذلك السلامة والاستقرار السياسي. والحقيقة أن هذه التحديات لا تزال موجودة وغير معالجة وتفسر انخفاض تقييم المؤسسات العامة في تحقيق أهدافها.

الخلاصات

وتبين الاستنتاجات الرئيسية لهذا التقرير الموجز أن الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يفتخرون بمستويات عالية من الفخر بالدول التي ينتمون إليها. لكن ثقتهم في المؤسسات العامة في تلبية احتياجاتهم وتلبية أهدافها لا تزال منخفضة، وتحديداً، جاء معدل الثقة في المؤسسات العامة حوالي 1.14 نقطة من أصل 4، أقل من متوسط مستويات الثقة السائدة. في حين أن الفجوة واضحة، فإن الميل إلى التغاضي عن التحديات التي نواجهها أو التقليل من شأنها أو حرمانها من الأولويات أو حتى تجاهلها يظل اتجاهًا في المنطقة. 

في محاولة لتفسير هذا التناقض، هناك ثلاث نظريات رئيسية في الأدبيات السياسية السائدة. تنص الأولى على أن القومية أو الاعتزاز بالوطن يتضاعف عندما تتم مقارنة الدول مع بعضها، مما يدفع مواطنيها للدفاع عن أوجه القصور في بلدانهم. النظرية الثانية تنطوي على أن الهوية الوطنية للشعب - وبالاعتزاز بالوطن - تتزايد عندما تواجه بلدانهم تحديات متعلقة بالأمن. وهذا يشبه النقاش حول "الأمن وحقوق الإنسان"، حيث يُعتقد أن حقوق الإنسان تتراجع إلى مكانة أقل أهمية عندما يكون الأمن هو الأولوية. وتشير النظرية الثالثة إلى أن الحكومات، في شكل ما أو آخر، زرعت فكرة أن انتقاد أداء الحكومة يعني تلقائيًا انتقاد البلاد، وبالتالي ينعكس سلبًا على انتماء المرء أو حبه لوطنه، بل ويعني حتى "الانشقاق".

الخاتمة

الخلاصات الرئيسية لهذا التقرير الموجز تكمن في أن الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتباهون بمستويات عالية من الاعتزاز والانتماء لدولهم. ولكن ثقتهم في المؤسسات العامة في تلبية احتياجاتهم وتحقيق أهدافها لا تزال منخفضة، وعلى وجه التحديد، حيث جاء معدل الثقة في المؤسسات العامة حوالي 1.14 نقطة أقل من متوسط مستويات الثقة السائدة. وفي حين أن الفجوة واضحة، إلا أن هناك بعض الميل إلى التغاضي عن التحديات التي نواجهها أو التقليل من شأنها أو تقليل أولوياتها أو حتى تجاهلها. 

ولمحاولة تفسير هذا التناقض، هناك ثلاث نظريات رئيسية في الأدب السياسي السائد. تنص النظرية الأولى على أن القومية أو الاعتزاز بالوطن يتضاعف عندما تقارن الدول بين بعضها، مما يدفع مواطنيها للدفاع عن التقصير في بلدانهم. وتنص النظرية الثانية أن الهوية الوطنية للشعب - وبالاعتزاز بالوطن – تزداد عندما تواجه بلدانهم تحديات تتعلق بالأمن. وهذا يشبه النقاش حول "الأمن وحقوق الإنسان"، حيث يُعتقد أن حقوق الإنسان تتراجع إلى مكانة أقل أهمية عندما يكون الأمن هو الأولوية. وتشير النظرية الثالثة إلى أن الحكومات، بشكل ما أو آخر، قد غرست فينا فكرة أن انتقاد الأداء الحكومي يعني تلقائيًا انتقاد الدولة، وهذا بدوره ينعكس سلبًا على حب المواطن وانتمائه إلى بلده، وقد يصل حتى إلى حد "الانشقاق".

Scroll to Top