What IF Youth Led the MENA Region: Summary of Survey Results
تقرير نتائج استمارة تصورات الشباب في المنطقة

تشير الإحصاءات إلى أنه 30٪ من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عامًا، حيث تعد المنطقة موطنًا لجيل مشرق من الشباب الذين يسعون جاهدين للنهوض ببلدانهم وتنميتها. كانت هناك العديد من المبادرات على مدى السنوات العشر الماضية تهدف إلى تعزيز مستوى إدماج الشباب في عمليات صنع القرار في بلدانهم. ولكن ما زالت الجهود العاملة نحو تحقيق دمج حقيقي للشباب في مراكز صنع القرار دون المستوى المطلوب. وعليه، سعينا من خلال هذا التقرير أن نوضح حجم الفوائد التي ستنجم في حالة منح الشباب فرصهم الصحيحة. وبشكل أكثر تحديدًا، أجرت مينا آكشن استطلاعًا عبر الإنترنت شارك فيه 1324 مستجيبا من 14 دولة، وذلك للتركيز على كيف ستبدو منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سياسيًا واقتصاديًا وبيئيًا إذا كان الشباب هم قادتها.

التحديات التي تواجه الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا

أظهرت نتائج الدراسة أن 78.3٪ من المستجيبين يعتقدون أن بلدانهم تسير في الاتجاه الخاطئ، وعند تحليل البيانات المأخوذة من مسح القيم العالمي والباروميتر العربي حول ثقة المواطنين بالحكومات، يتبين أن هناك مستويات منخفضة من الثقة، وتحديدا بين الشباب. وجاءت نتائج الدراسة مشابهة لذلك، حيث يعتقد 69.1٪ من المستجيبين أن بلدانهم تعامل الشباب بشكل سيء للغاية أو سيئ إلى حد ما، مقارنة بـ 13٪ فقط ممن قالوا أن بلادهم تعاملهم بشكل جيد للغاية أو جيد إلى حد ما. 

وتنبع الكثير من هذه التصورات من مدى عجز الحكومات عن خلق الوظائف، والاستجابة لاحتياجات المواطنين، ومعالجة الفساد الراكد الذي اجتاح القطاع الإداري منذ فترة طويلة. وبالتالي، أشار 64.6٪ من المستجيبين إلى القضايا الاقتصادية على أنها تمثل التحدي الرئيسي الذي يواجه الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 

وتوزع ذلك على 44.4٪ ممن أفادوا بالبطالة ونقص فرص العمل وقلة الدعم المناسب لرواد الأعمال الشباب، و10.5٪ ممن قالوا أنهم يعانون من الفقر وصعوبة تغطية نفقاتهم، و9.7٪ ممن أفادوا بأنهم يخشون المستقبل المجهول وأنهم محرومون من تحقيق تطلعاتهم. علاوة على ذلك، أشار حوالي 13.5٪ من المستجيبين إلى التحديات المتعلقة بانعدام الأمن والسلامة، وانتشار النزاعات المسلحة والطائفية، بالإضافة إلى ضعف أنظمة التعليم.

ومن بين التحديات الملحوظة الأخرى، أشار 14.4٪ إلى أنهم يشعرون بالاستبعاد من الحياة السياسية والعامة داخل بلدانهم، حيث تميل محاولاتهم لتحسين الأوضاع العامة إلى الرفض، خاصة وأن 5.5٪ من المستجيبين أشاروا سوء الإدارة والفساد الإداري والمالي والمحسوبية في بلدانهم كإحدى التحديات الرئيسية التي يواجهونها. 

تصورات الشباب حول السياسة والحوكمة

قام المستجيبين بتصنيف عدد من الأنظمة السياسية المختلفة لتحديد الأنظمة الأكثر ملاءمة لحكم بلدانهم. وتظهر النتائج أنه إذا كنا سنصنف هذه الأنظمة السياسية من حيث تفضيل المستجيبين لها، فإن الديمقراطية التعددية التي تشمل الجميع ستحتل المرتبة الأولى، يليها حكم الخبراء، ثم القوانين الدينية، ثم حكم الجيش، وأخيراً الأنظمة الاستبدادية.

بعد ذلك، أشار المشاركون في الاستطلاع إلى عدد من الخصائص التي يعتقدون أنها تمثل مبادئ الحكم الرشيد. وعند تحليل البيانات بشكل معمق، تظهر النتائج أن الطريقة التي ينظر بها الشباب إلى الحكم الرشيد هي إلى حد ما مرادف للديمقراطية الليبرالية المتقدمة. 

وعليه، جاءت الحرية في المرتبة الأولى مع التركيز على الحقوق السياسية والاجتماعية باعتبارها أهم مكون من مكونات الحكم الرشيد، تليها سيادة القانون، مع الفصل المناسب بين السلطات وضمان الضوابط والتوازنات، ثم الفوائد الاقتصادية عن طريق ضمان المساواة الاقتصادية (الديمقراطية الاجتماعية)، وأخيرا المشاركة والمنافسة. 

وبينما يواجه الشباب عددًا من التحديات الجسيمة في المنطقة، أكد غالبية المستجيبين أن الإصلاح المدروس هو الأفضل من فرض الإصلاح المتسارع. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد غالبية المستجيبين أيضًا أنه من غير المقبول استخدام الواسطة (أو المحسوبية) للحصول على الخدمات التي يريدونها ولكن قد لا تكون من حقهم أو حتى للحصول على خدماتهم المشروعة.

Youth’s Perceptions on Economic Governance

كما تطلعت الدراسة إلى قياس تصورات المستجيبين حول الكيفية التي يؤمنون بها بضرورة إدارة اقتصادات بلدانهم. أولاً، أشار 69.4٪ من المستجيبين إلى أنه يجب أن تكون هناك حوافز أكبر للجهد الفردي بدلاً من جعل الدخل أكثر مساواة، مما يدل على مدى أهمية الجهود الفردية بين الشباب. 

ومن ناحية أخرى، يعتقد 77.3٪ من المستجيبين أنه يجب على الحكومات تحمل المزيد من المسؤولية لضمان إعالة الجميع، مقارنة بـ 19.4٪ ممن يعتقدون أن على الناس تحمل المزيد من المسؤولية لإعالة أنفسهم. 

وتشير هاتان النتيجتان إلى أن معظم الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يؤمنون بخط أساس معين للإعالة، حيث يتم إعالة كل شخص مع الحفاظ على الحوافز المناسبة للجهود الفردية، فهم يريدون أن يروا دورًا حكوميًا أكبر عندما يتعلق الأمر بتقديم الخدمات العامة التي يمكن أن تضمن مستوى مناسبا من الرفاهية والأمن البشري والدعم الاجتماعي والاقتصادي بينما تعمل أيضًا ضمن نظام اقتصادي يعزز الجهد الفردي.

وبإن النظر إلى الأولويات التي يجب على الحكومات التركيز عليها لتحسين الظروف الاقتصادية، ركّز المستجيبون على تحقيق نمو اقتصادي مرتفع والحفاظ على استقرار الاقتصاد، يليهما جزء من المستجيبين الذين أرادوا رؤية مستوى مرتفعا من مشاركة المواطنين في التخطيط الاقتصادي، ومجموعة أخرى أكدت على تعزيز أنظمة الدفاع في بلدانهم بالإضافة إلى إصلاح أنظمة التعليم. وعندما يتعلق الأمر بالإنفاق العام، احتل نظام التعليم المرتبة الأولى بنسبة 57.1٪، يليه نظام الرعاية الصحية والأمن القومي. 

Youth’s Perceptions on Foreign Relations

في هذا القسم، تطلعت الدراسة إلى استطلاع آراء المستجيبين فيما يتعلق بالدول التي يريد الشباب دولهم أن تعزز من علاقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية بشكل أكبر معها. فبالنسبة للتحالفات السياسية، أشار 15.4٪ من الشباب إلى الدول العربية بشكل عام، بما في ذلك دول الخليج، تليها الولايات المتحدة 15.3٪ - كأعلى نسبة لدولة واحدة، و 8.8٪ لروسيا و 7.7٪ لتركيا. 

وبالنسبة للتحالفات الاقتصادية، احتلت الدول العربية بشكل عام، بما في ذلك دول الخليج، المرتبة الأولى بنسبة 27.3٪ من المستجيبين، بالنظر إلى القدرة المالية العالية لهذه الدول. وأشار 19.4٪ من المستجيبين إلى أن الصين، كأعلى نسبة لدولة واحدة، مما يدل على مدى تأثيرها الاقتصادي. تليها تركيا والولايات المتحدة بنسبة 8.2٪ و7.6٪، على التوالي. 

أما بالنسبة للتحالفات الأمنية، يعتقد 16.9٪ و15.2٪ من المستجيبين أن على دولهم تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة وروسيا، على التوالي، لا سيما بالنظر إلى قوة أنظمتها الدفاعية وجيوشها المتطورة. ومن المحتمل أن النسبة العالية لروسيا قد جاءت بسبب غزوها لأوكرانيا، الأمر الذي عزز على الأرجح تصورات المستجيبين فيما يتعلق بقوتها العسكرية. وإلى ذلك، جاءت الدول العربية بشكل عام في المرتبة الثالثة، حيث أشار 6.6٪ إلى مصر و5.7٪ إلى دول الخليج، لربما بسبب انخراط الجيوش العربية في عمليات وتحالفات متنوعة مؤخرًا.

وبالنسبة للتحالفات الثقافية، أشار 37.2٪ إلى الدول العربية بشكل عام، وهو ما ينبع من أهمية السينما والموسيقى والفن والكتابة، واللغة. علاوة على ذلك، أشار 17.6٪ إلى دول أوروبا الغربية، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وإسبانيا والسويد وفنلندا. كما أشار 6.9٪ إلى تركيا، ويرجع ذلك في الغالب إلى تأثيرها على الثقافة الشعبية في جميع أنحاء المنطقة بسبب برامجها التلفزيونية وأعمالها الدرامية. 

البيئة والعمل المناخي

ركز القسم الأخير من الدراسة على تصورات الشباب فيما يتعلق بتغير المناخ والعمل المناخي. وبالنظر إلى مدى إعطاء الأولوية لحماية البيئة بدلاً من النمو الاقتصادي، تظهر النتائج أن ما يقرب من نصف المستجيبين يعتقدون أنه يجب إعطاء الأولوية لحماية البيئة، حتى لو تسبب في تباطؤ النمو الاقتصادي وفقدان الوظائف. 

كما أشار 64.4٪ من المستجيبين إلى أن تغير المناخ هو قضية مهمة جدًا بالنسبة لهم شخصيًا، إلى جانب 26.5٪ قالوا إنها مهمة لحد ما، حيث أشار 31.2٪ من المستجيبين إلى أنهم قد اتخذوا أن يتخذون بانتظام إجراءات بدافع القلق بشأن تغير المناخ. وتوضح هذه الأرقام مستوى عالٍ من الاهتمام لمواجهة هذا التحدي العالمي، حيث ذكر 49.6٪ من المستجيبين أنهم أصبحوا أكثر اهتمامًا باتخاذ إجراءات بدافع القلق بشأن تغير المناخ. 

بالإضافة إلى ذلك، بالتركيز على مواقف ونوايا المستجيبين تجاه العمل المناخي، أظهرت النتائج أن الشباب على استعداد بالتفكير في تغيير روتينهم اليومي لحماية البيئة. 

وشمل ذلك استخدام مصادر الطاقة الخضراء، والمشاركة في حملات الدعم، وإعادة تدوير النفايات، وشراء الأطعمة العضوية، وحتى ترك وظائفهم إذا تسببت في إلحاق الضرر بالبيئة. على هذا النحو، في حال تم تنفيذ الحملات المناسبة وتم الاستثمار الأفضل في شبكات النقل العام، يمكن لشباب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن يلعبوا دورًا هائلاً في الاستجابة الفعالة لتحدي التغير المناخي. 

ادعموا عملنا

انضموا إلى قائمتنا البريدية

Scroll to Top